طريق الفردوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

طريق الفردوس

الله ربى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القول الفصل المبين فيمن لم يحكم بما أنزل الله رب العالمين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فارس العقيده المدير العام
Admin
فارس العقيده المدير العام


المساهمات : 94
تاريخ التسجيل : 22/02/2009
العمر : 43

القول الفصل المبين فيمن لم يحكم بما أنزل الله رب العالمين Empty
مُساهمةموضوع: القول الفصل المبين فيمن لم يحكم بما أنزل الله رب العالمين   القول الفصل المبين فيمن لم يحكم بما أنزل الله رب العالمين Icon_minitimeالإثنين فبراير 23, 2009 3:41 pm

[size=16]الحمد لله الذى أنزل الفرقان على محمد ليكون للعالمين نذيرا 0 معجزا للإنس والجن ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا 0 نحمده على تفضله علينا بكتابه فضلا كبيرا 0 ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا 0

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

أما بعد :-

لما كانت قضية تكفير الحاكم من أدق المسائل كان لابد من توضيح القول فيها حتى لا نقول على الله بغير علم

حــكــم الــحــاكــم بــغــيــر مــا أنــزل الــلــه :-

قال تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )

وقال تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون )

وقال تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون )

هذا وعيد شديد ، من تمسك بظاهره حكم بكفر الحاكم بغير ما أنزل الله وخروجه من الملّة ، ولكنا نقول : لا يجوز الوقوف عند ظاهر النص ، بل يجب جمع النصوص وضم بعضها إلى بعض ، كما يجب أن يعلم أنه يجب علينا أن نفهم النصوص بفهم السلف الصالح رضوان الله عليهم إذ كانوا أبّر هذه الأمة قلوبا ، وأعمقها علما ، وأقلها تكلفا ، ثم إن آذانهم أول آذان سمعتها ، وعقولهم أول عقول استوعبتها ، فهم أفهم لها من غيرهم 0

فماذا قالوا فى هذه الآيات ؟

ذهب بعضهم إلى أن هذه الآيات كلها فى أهل الكتاب لأنهم الذين ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله )

وقال بعضهم : الآية الأولى فى المسلمين

والثانية فى اليهود

والثالثة فى النصارى

وعن ابن عباس : من جحد ما أنزل الله فقد كفر ، ومن أقرّ به فهو ظلم فاسق

وعن عطاء أنه قال : كفر دون كفر ، وظلم دون ظلم ، وفسق دون فسق

والذى نخلص إليه :-

أن الآيات وإن نزلت فى أهل الكتاب فهى تعمّ المسلمين ، لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، إلا أنها فى أهل الكتاب على الحقيقة وفى حق المسلمين فيها تفصيل ، كما ذهب إليه ابن عباس وعطاء0
فمن حكم بغير ما أنزل الله معتقدا أن القوانين الوضعية أصلح للناس وأنفع لهم من الشريعة فهو كافر فاسق خارج من الملة0

ومن أقرّ بوجوب الحكم بما أنزل الله واعتقد فرضيته ، وقال : إن الشريعة أنفع وأحسن وأصلح ، ولا مقارنة بينها وبين القوانين الوضعية 0 فقيل له : طبقها إذن : فقال : إن شاء الله عمّا قريب ، ووعد خيرا ، فهذا لا يكون كافرا خارجا عن الملة ، ولكن : به كفر دون كفر ، وظلم دون ظلم ، وفسق دون فسق

فإن قيل : إنه يقولها بلسانه ؟

قلنا : لنا الظاهر والله يتولى السرائر

فإن كان صادقا فلنفسه ، وإن كان غير صادق فعليها ، ونحن مأمورون بقبول قول اللسان ، فقد كان المنافقون ( يقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم ) والله أعلم بهم ، ومع ذلك أمرنا أن نقبل ظاهرهم0

والدليل على رجحان هذا التفصيل :

أن هناك نصوصا أطلقت لفظ الكفر والظلم والفسق على غير المخرج من الملة :

ومنها : قوله صلى الله عليه وسلم (( لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ) رواه البخاري ومسلم
فهل لو ضرب مسلم رقبة مسلم ، أو تقاتل شعبان ، أو انقسم المسلمون طائفتين ، وضرب بعضهم رقاب بعض ، هل يكونون بذلك كفارا مرتدين ؟؟!

الجواب : لا لأنه ليس المراد الكفر المخرج من الملة بدليل قوله تعالى ( ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص فى القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأثنى بالأثنى فمن عفى له من أخيه شىء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان )

فقوله تعالى ( فمن عفى له ) يعنى القاتل " من أخيه " يعنى ولىّ المقتول ، فأثبت الأخوة بين القاتل وولى المقتول ، والمراد أخوة الإيمان ، فعلم أن القاتل لم يكفر0

وقال تعالى ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما 00 ) إلى قوله ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون )

فأثبت لهم الإيمان مع الاقتتال وضرب بعضهم رقاب بعض

فعلم أن قوله صلى الله عليه وسلم ( لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ) وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) ** رواه البخاري ومسلم { المراد به الكفر العملى الذى هو كفر دون كفر ، والمعنى : لا تفعلوا فعل الكفار فيضرب بعضكم رقاب بعض ، لأن المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يكذبه ولا يخذله ولا يحقره ، وأما الكفار فهم الذين ( لا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) فإذا اقتتلتم فقد فعلتم فعل الكفار0

ومنها ( ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنّ خيرا منهنّ ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )

فوصف الله تعالى غير التائبين من هذا الثلاثى الجاهلى : السخرية ، واللمز ، والتنابز بألقاب ، وصفهم الله تعالى بالظلم ، فهل هو الظلم الذى أطلق على الكافرين فى قوله تعالى ( والكافرون هم الظالمون ) ؟ لا

وهل الفسوق المذكور أيضا هو الكفر ؟ لا
فتبين مما سبق أن هذه الألفاظ : الكفر ، والظلم ، والفسق ، قد تطلق ويراد بها الخروج من الملة ، وقد تطلق على ما دون ذلك ، ولابد من قرينة تعين المراد ، فوجب عدم الوقوف على ظاهر النصوص ، وتعين جمع النصوص وضم بعضها إلى بعض حتى يعرف المراد ، والله يهدينا والمسلمين سبيل الرشاد0

الخاتمة :

إذا تبين لنا تفصيل القول فى المسئلة – الحاكمية – فالواجب علينا – معشر الشباب – أن لا نشغل أنفسنا بالحكم على الناس والقضاء عليهم ، فنحن دعاة لا قضاء ، والواجب علينا ونحن نرى المرض يستشرى ويستفحل أن نعمل على علاجه حتى نقضى عليه ، بالحكمة والموعظة الحسنة ، أما أن نقف هكذا مكتوفى الأيدى ، وفلان كافر وفلان مسلم ، وفلان منافق وفلان مؤمن ، فإن هذا فعل العجزة ، وتذكروا – معشر الشباب – هذه المقولة الحسنة :

( اقيموا دولة الإسلام فى أنفسكم تقم على أرضكم )

واصبروا ولا تستعجلوا :

( فمن استعجل الشىء قبل أوانه عوقب بحرمانه )

وادعوا لأنفسكم وولاة أموركم بالهداية :

فما زال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون يدعون للفسقة وغيرهم بالهداية0

وتذكروا قول القائل :

لو كانت لى دعوة مستجابة لدعوت بها للحاكم

وأما أنتم معشر الحكام ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) ( ولا يشرك فى حكمه أحدا )

واعلموا أن ما يرجى لكم من عفو الله فإنما هو متوقف على حسن الخاتمة ، والاستمرار على الكبائر يخشى منه سوء الخاتمة ، ولذلك قيل :

الكبائر بريد الكفر كما أن النظرة بريد الزنا

وقد حكى أن رجلا كان يتعاطى الربا ، فلما حضره الموت قيل له : قل لا إله إلا الله ، فجعل يقول : عشرة بإحدى عشرة ، حتى مات 0

ولذلك كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يخافون سوء الخاتمة : فنقل عن سفيان الثورى : أنه لما حضره الموت بكى بكاء شديدا ، فقيل له : أخوفا من ذنوبك ؟ فأخذ قذاة من الأرض وقال : والله لذنوبى أهون على من هذه ، ولكنى أخاف أن أموت على غير لا إله إلا الله

( ففروا إلى الله إنى لكم منه نذير مبين 0 ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إنى لكم منه نذير مبين )
والله العظيم أسأل أن يريكم الحق حقا ويرزقكم اتباعه ، وأن يريكم الباطل باطلا ويرزقكم اجتنابه
وأن يهىء لكم بطانه خير ، إن ذكرتم الله أعانوكم ، وإن نسيتم ذكروكم0

هذا والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين0

من رسالة الدكتور عبد العظيم بدوى
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://gamal.allgoo.net
 
القول الفصل المبين فيمن لم يحكم بما أنزل الله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل هذه طريقة صحيحة في التعريف بنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم الله المستعان
» امراه خافت الله فاعزها الله سبحانه وتعالي
» الادب مع الله
» يا رسول الله
» ابو بكر الصديق رضي الله عنه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
طريق الفردوس :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: منتدى العقيده الاسلاميه الصحيحه-
انتقل الى: